والرد على الكفرة فيما نسبوه إلى الرسول ﷺ من الشعر والكهانة والجنون، ومن الزعم بأنه يتقول ويختلق على الله القرآن، ويدّعي أنه من عند الله، مما هو مذكور في سورة الطور كقوله - تعالى -: ﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ وقوله - تعالى -: ﴿أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾.
وذكر أبو حيان: أن سبب نزولها قول المشركين: إن محمدًا ﵊ يختلق القرآن، فنزلت السورة الكريمة للرد عليهم.
[بعض مقاصد السورة]
١ - أنها - شأن السور المكية - تعني بالرسالة وتؤكدها، قال - تعالى -: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾.
٢ - أن السورة الكريمة تحدثت عن المعراج الذي كان تسلية لرسول الله ﷺ بعد عام الحزن على وفاة زوجه أم المؤمنين السيدة خديجة ﵂ وعمه أبي طالب، وما رآه ﵊ من آيات ربه الكبرى، وعجائبه العظمى في الملكوت الأعلى، عند سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى.
٣ - أنها تنعى وتعيب على هؤلاء المشركين عبادة غير الله من الأوثان والأصنام وغيرها من المخلوقات التي لا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تبصر، بل إن بعضها قد صنعوه بأيديهم ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (١٩) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ الآيات. ثم إنها تسفههم على أن آثروا أنفسهم بالبنين، وجعلوا لله ما يكرهونه ويأنفون منه وهو البنات قال تعالى: