لما ذكر الله - تعالى - القرآن وبلاغته وفصاحته، وأنه لا يأْتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، ومع هذا لم يؤمن به المشركون - لمَّا ذكر ذلك - نبه بهذه الآية على أَن كفرهم به كفر عناد.
ومعنى الآية: ولو جعلنا القرآن بلغة غير لغة العرب، فنزلناه على بعض الأَعجمين بلغته، فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين، ولقالوا: لولا بينت آياته بلغتنا حتى نفهمه أيصح أَن يكون قرآننا أو رسولنا أعجميا، والمرسل إليه عربى؟ فلهذا أَنزله الله بلغتهم العربية ليفهموه ويعقلوه ويتدبروا آياته.
وعقب ذلك ببيان أَن الناس بالنسبة للقرآن قسمان: مؤمنون يهتدون به، وكافرون
(١) وقال القرطبى: والعجمى الذي ليس من العرب - فصيحًا كان أو غير فصيح - والأعجمى: الذي لا يفصح أو من المعجم.