للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أمره وسياسته وتدبير شأنه أحد غير سليمان، فكان أن امتثل سليمان وطلبه من ربه فاستجاب له ومنحه إياه.

وجاء قوله - تعالى -: ﴿إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ اعترافا مؤكدا من سليمان بأن الله - جل علاه - هو وحده صاحب العطاء الواسع الكثير وليس ذلك لأحد سواه.

﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩) وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ﴾

[المفردات]

﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ﴾: فذللناها ويسرناها له.

﴿رُخَاءً﴾: لينَة طيبة لا تتزعزع ولا تضطرب، وقيل: طيعة له لا تمتنع عليه.

﴿حَيْثُ أَصَابَ﴾: حيث قصد وأراد.

﴿الْأَصْفَادِ﴾: جمع صفد، وهو ما يُوثق به الأسير من قيد أو غل.

﴿مُقَرَّنِينَ﴾: مجموعين في قيد واحد يضمهم.

﴿فَامْنُنْ﴾: فانعم على من شئت.

﴿أَمْسِكْ﴾: احبس وامنع من شئت.

[التفسير]

٣٦ - ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ﴾:

في هذه الآية الكريمة دلالة على أنه - سبحانه - استجاب لسليمان فور الفراغ من