للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: معناه: أنه ﷿ منتهى الأفكار، فلا تزال الأفكار تبحث في حقائق الأشياء حتى إذا اتجهت إلى ذات الله وصفاته انتهى سيرها فلا تفكر في ذلك وإلا هلكت، وأيد هذا المعنى بما أخرجه البغوي عن أبي بن كعب عن النبي أنه قال في الآية: "لا فكرة في الرب".

٤٣ - ٤٧: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (٤٤) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٤٥) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (٤٦) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى﴾:

معنى هذه الآيات: أنه - تعالى - أضحك عباده وسرهم بما يبعث على فرحهم وسرورهم، وأبكاهم بما يبعث على حزنهم وبكائهم، ومن ذلك أنه - تعالى - وحده أمات الأحياء فأبكى من حولهم، وأحياهم حين منَّ عليهم بالذرية فضحكوا عند ميلادهم، وأنه - تعالى - خلق الزوجين الذكور والإناث من الإنسان وغيره - خلقهم من نطفة إذا تدفقت في الأرحام، وأنه - تعالى - سوف يحيى الموتى في النشأة الأُخرى ليحاسبهم ويجزي المحسن بالإحسان، والمسئ بالإساءة وفاءً بوعده الذي لا يخلف، وذلك لكي لا يتساوى المحسن والمسئُ.

﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (٤٨) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى (٤٩) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (٥٠) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (٥١) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (٥٢) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (٥٣) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (٥٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥)

[المفردات]

﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ أي: أنه هو أغنى من شاء وأعطاه القنية، وهي: ما يبقى من المال.

﴿الشِّعْرَى﴾: ألمع كوكب وأضوؤُه.