﴿السِّحْرُ﴾: يطلق على ما لطف ودق، ويطلق على ما يقع بخداع وتخيلات لا حقيقة لها، مثل ما يفعله المشعوذ من صرف الأبصار عما يتعاطاه بخفة يده، ويكون السحر أَيضًا بمباشرة أَقوال وأَفعال حتى يتم للساحر ما يريد من التأثير على الشخص المقصود، بحيث يغير مزاجه ويؤئر في حواسه ووجدانه، كأن يجد الحلو مرًّا، وينقبض صدره وتضعف قواه، ويكثر اضطرابه.
﴿سَيُبْطِلُهُ﴾: سيمحقه ولا يبق له أَثرًا. ﴿لَا يُصْلِحُ﴾: لا يثبت ولا يؤيِّد.
﴿وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ﴾: ويثبت الله الحق ويقويه ويؤيده. ﴿بِكَلِمَاتِهِ﴾: لأَوامره ووحيه.
بعد أَن بين القرآن الكريم أن فرعون وقومه لجأُوا إلى التمسك بتقليد آبائهم - حينما لم يجدوا حجة يردون بها دعوة موسى - بعد ذلك جاءَت هذه الآية تبين أَن فرعون اتبع أُسلوبًا آخر في رد رسالة موسى، وهو إِيهام قومه أن ما جاءَ به موسى من قبيل السحر حتى لا يتأثروا بدعوته الواضحة، فيبقى له النفوذ والكبرياء والتسلط.