(لِيُدْخِلَ اللهُ في رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ) أي: كفَّ أيديكم عنهم ليدخل الله في رحمته الواسعة من يريده - جل شأنه - من المؤمنين الذين يعيشون بين المشركين في مكة، فجعل لهم بعد خوفهم أمنًا، وبعد ذلك عزًّا، فيؤدّون في ظل ذلك عبادتهم لربهم على أَكمل وجه وأتم صورة في علانية دون استخفاء، أو: لِيَمُنَّ الله ويدخل من يشاءُ من المشركين في رحمته، وذلك باعتناقهم الإِسلام بعد أن رأوا ما عليه المؤمنون من تواد وتراحم وخلق كريم ودين قويم.
(لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) أي: لو تفرق هؤلاء المؤمنون والمؤمنات وتميزوا عن الكفار وخرجوا من مكة ولم يبقوا بينهم لعذبنا هؤلاء الكفار في الدنيا بالقتل والسبى وغير ذلك من ضروب التنكيل الشديد والإيلام العظيم.