تسمى سورة (اقرأ) وهي مكية، وآياتها تسع عشرة آية وهي أَول ما نزل من القرآن
[مناسبتها لما قبلها]
لما ذكر -سبحانه- في سورة التين والزيتون خلق الإِنسان في أَحسن تقويم، بين ﷿ هنا أَنه تعالى خلقه من علق، فكان ما تقدم كالبيان لكمال تصويره، وهنا كالبيان للمادة التي خلق منها وذكر -سبحانه- هنا أَيضًا من أَحواله في الآخرة ما هو أَبسط وأَكثر مما ذكره ﷿ هناك.
أَهم مقاصدها:
ابتدأَت السورة بالدعوة إِلى القراءَة والتعليم، وأَشارت إِلى بعض المراحل في خلق الإِنسان، وبينت فضل الله على رسوله الكريم بإِنزال القرآن، وتذكيره بأَول النعماءِ وهو يتعبد ربه بغار حراءَ حيث تنزل عليه الوحي بآيات الذكر الحكيم:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ) الآيات.
ثم تحدثت عن طغيان الإِنسان في هذه الحياة مغترًّا بما أُوتي من قوة وثراءٍ، وعن تمرده على أَوامر ربه بسبب ما أَولاه، وهددته بالعودة إِلى خالقه لينال الجزاءَ:(كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رآهُ اسْتَغْنَى … ) الآيات.
ثم تناولت قصة أَبي جهل الذي كان يتوعد الرسول وينهاه عن الصلاة انتصارًا لعبادة الأَوثان:(أَرأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى* عَبْدًا إِذَا صَلَّى). الآيات.
ثم أَبرزت تهديد ذلك الشقي، وزجره بأَقصى العقوبات إِذا استمر على بغيه وضلاله:(كَلاَّ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَةِ) إِلخ الآيتين.
وكان ختام السورة: الإِشارة إِلى عجز ذلك الشقي عن تنفيذ تهديده للرسول ﷺ بكثرة عشيرته ووفرة أَنصاره حين أَغلَظ ﷺ له القول لردعه: (فَلْيَدْعُ نَادِيَه * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) الآيات.