للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَرسل به رسله، حيث نجعله أَعمى في الآخرة، لا يهتدى إلى سبيل النجاة من عذابها، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى من عذاب الدنيا.

﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى (١٢٨) وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى﴾

[المفردات]

﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾: أَفَلَمْ يتبين لهم ما يدلهم على الهدى.

﴿لِأُولِي النُّهَى﴾: لأَصحاب العقول الراجحة.

﴿لَكَانَ لِزَامًا﴾: أَي لكان عقابهم لازمًا لا يتأَخر عنهم.

[التفسير]

١٢٨ - ﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ … ﴾ الآية.

أَي أَغفل هؤُلاء المعرضون من أَهل مكة عن ذكر الله، فلم يتبين لهم خبر من أَهلكنا قبلهم من أهل القرون الماضية الذين ضلوا وأغرضوا عن ذكر ربهم، وهم يمشون في مساكنهِم حين أَسفارهم كعاد وثمود الذين يشاهدون آثارهم الدالة على ما كانوا عليه من عظمة وسعة في العيش فلقد أَخذهم الله بذنوبهم، ولم يُغْنِ عنهم ما كانوا فيه من القوة والمنعة - لم يغن عنهم - من عذاب الله شيئًا، وحاق بهم ما كانوا يكسبون، فلو كان هؤُلاءِ أصحاب عقول سليمة لاعتبروا بهؤُلاء السابقين، كما قال سبحانه: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى﴾ إن في إهلاك أهل هذه القرون الماضية على كفرهم، لعظات بالغات لأصحاب العقول الراجحة، التي تنهاهم عن الكفر والمعاصي.