للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وشأْن من يقدر على هذه الآيات، ويبدع هذه المخلوقات المتعددة الأَنواع والصفات أَن يكون عظيم القدرة لا يعجزه إِبداع شيء من حيوان أَو نبات أَو جماد، فهو الذي يقول للشيء: ﴿كُنْ فَيَكُونُ﴾.

﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (٥٥)

[المفردات]

﴿ظَهِيرًا﴾: مظاهرا ومعاونا للشيطان على عصيان الله، والكفر به، مثل قوله تعالى: ﴿وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾، والمراد بالكافر؛ الجنس: أَي كل كافر.

[التفسير]

٥٥ - ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (٥٥)﴾:

لما عددت الآيات السابقة آلاءَ الله ونعمه، وأَبرزت آثارها على الإِنسان في تيسير حياته، جاءَت هذه الآية تنعى على الكفار بعامة، وعلى مشركى مكة بخاصة خفة أَحلامهم وسفه عقولهم في إِعراضهم عن توحيد الله، وإِنكار أُلوهيته عظيم آياته، وروائع آثاره، وتندد باتخاذهم آلهة من دون الله يصنعونها بأَيديهم، ويشترونها من أَسواقهم كما تشترى البهائم والسلع، ويشاهدون حدوثها واختلاف أَحوالها، ثم يعظمونها بعد ذلك، ويقدمون لها القرابين من نعم الله وما أَفاءَه عليهم، وهي من الضعف والهوان بحيث لا تستطيع أَن تجلب لهم نفعًا، ولا أَن تدفع عنهم ضرا، بل هي من المهانة بحيث لا تستطيع أن تجلب لنفسها نفعا ولا تدفع عنها شرًّا، وكان الكافر بعبادته لهذه الآلهة الواهنة ظهيرا للشيطان ومعينا له على ربه، ولن يغلب الله غالبٌ.