وسميت بهذا الاسم لورود كلمة التغابن في الآية التاسعة منها
[مناسبتها لما قبلها]
أَن الله - سبحانه - ذكر في السورة التي قبلها حال المنافقين، وكذبهم في أَيمانهم واستكبارهم على الله ورسوله، وتهديدهم المؤمنين بمنع الإِنفاق عليهم وإِخراجهم من المدينة وفي سورتنا هذه قسَّم الناس إِلى مؤمن وكافر، وأَيضًا فقد جاءَ في سورة (الْمُنَافِقُونَ) قوله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) وذكر هنا قوله تعالى -: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ) فجاءَت هذه الآية الأَخيرة كالتعليل للآية السابقة؛ فالمناسبة بين السورتين والارتباط بينهما واضح وبيِّن.
[بعض مقاصد هذه السورة]
١ - أَكدت أَنه جل شأَنه - هو صاحب الملك، وأَنه وحده المستحق للحمد.
٢ - وجاءَت مبينة آثار عظمة الله وقدرته في خلقه.
٣ - وقسمت الإِنسان إِلى مؤمن بربه وكافر به.
٤ - ولفتت نظر الكافرين إِلى مصير أَمثالهم من الأمم السابقة، وما حل بهم في الدنيا من الوبال والدمار، وأَنهم في الآخرة سيلقون جزاء عملهم في النار خالدين فيها، كل ذلك بسبب كفرهم وعنادهم.
٥ - وأَمرت بطاعة الله ورسوله وبينت أَن الرسول ليس عليه تبعة أَعمالهم (فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ).
٦ - وحذرت من طاعة بعض الأَزواج والأَولاد لعداوتهم حيث يحولون بينهم وبين عمل الخير، وقد يدفعونهم إِلى الشر والباطل مع بيان أَن الصفح والعفو والغفران عنهم أَولى وأَفضل (فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).