ذكر الله ﷾ في الآيات السابقة أن يونس ﵇ التقمه الحوت وهو مُلِيم لأَنه حين رأى العذاب لم ينزل بقومه، وكان قد توعدهم به تركهم وقال: لا أَرجع إِليهم كاذبًا، ولم يستأذن ربه في تركهم، ولولا أنه كان من المواظبين على تسبيح الله والدعاءِ لبقي في بطن الحوت إِلى يوم البعث، وفي هذه الآية الكريمة يقول - سبحان -: ﴿فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ﴾ بأَن حملنا الحوت على لَفْظِه وطرحه في الفضاءِ الواسع من الأَرض لا شجر فيه، ولا شئَ يُغَطِّيه ويواريه من بناءٍ أَو سقف، وهو عليل واهن البدن خائر القوى مما أصابه، قال ابن عباس: كبدن الصبي حين يولد، قيل: إنه نبذه كل شط دِجْلة قرب مدينة "نينوى" والله أعلم بمكان طرحه في العراء.
أَي: وأَنبتناها عليه مُظِلَّة له كالخيمة، واليقطين: يفْعِيل من قَطَن بالمكان إِذا أَقام به، والمراد به على ما جاءَ عن ابن عباس في رواية: الدُّبَّاء، وهو الفرع