أَي: الويل ثابت لهم في حال ما يقال لهم ذلك يوم القيامة؛ تذكيرًا لما كان يقال لهم في الدنيا وتحسيرًا وتخسيرًا لهم؛ وهم جديرون أَن يخاطبوا بذلك حيث تركوا الحظ الوفير، والنصيب الجليل الكثير الدائم، إِلى القليل الحقير، والنزر اليسير، وآثروه وهو الزائل الفاني على الدائم الباقي، و (المجرمون) هم الكافرون، وقيل: كل مكتسب فعلًا يضره في الآخرة من الشرك والمعاصي، وفيه دلالة على أَن كل مجرم نهايته تمتع أَيام قليلة ثم يبقى عذاب وهلاك أَبدًا.
٤٧ - (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ):
أَي: هلاك لهم يوم القيامة بسبب أَكلهم وتمتعهم في الدنيا بطعام وشهوات ذهبت لذاتها، ويذوقون الآن حسراتها وشدائدها.
٤٨ - (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ):
أَي: وإِذا قيل لهؤلاءِ المشركين: أَطيعوا الله واخشعوا وتواضعوا له ﷿ وذلك بقبول وحيه -تعالى- واتباع دينه، وارفضوا الاستكبار وحمية الجاهلية، لا يخشعون ولا يقبلون ذلك، ويصرون على ما هم عليه من التولي والإِعراض والاستكبار، وهذه حكاية