والتقرب منه، كما أَنه سبب في دعاء الرسول واستغفاره لهم حيث كان ﷺ يدعو للمُصَّدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم، عند أَخذه الزكاة الواجبة والصدقات المندوبة ليوزعها على مستحقيها، ولذلك كان من السنة الدعاءُ للمتصدق بالخير والبركة، لكن ليس له أَن يدعو بلفظ الصلاة كما فعله ﵊ مع بعض المتصدقين، فقد ورد أَنه قال: اللهم صلى على آل أَبي أَوفى فإن ذلك كان مختصًّا به، يتفضل به على من يشاءُ، ثم أَخبر الله عن قبولها منهم بقوله:
﴿أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ﴾:
أَي أَلا إن إنفاقهم الصادر عن الإخلاص لله قربة عظيمة لهم عند الله تعالى.
وقد وعدهم الله عليها بإِدخالهم الجنة في قوله:
﴿سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ﴾:
أَي يشملهم ويغمرهم برحمته وفضله جزاءَ إخلاصهم.
﴿إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾:
إنه تعالى عظيم المغفرة واسع الرحمة لا يخلف وعده، فيثيب هؤلاءِ على إخلاصهم في عملهم لله تعالى.
لما ذكر الله تعالى فضائل بعض الأَعراب الذين يتخذون ما ينفقونه قربات عند الله وصلوات الرسول وما أُعد لهم من الثواب، أَتبعه ذكر فضائل خيار المسلمين فقال تعالى: