للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جبت القميص أَجيبه وأَجوبه إذا قَوَّرت جيبه، وضربهن بالخمر على الجيوب إلقاؤهن إياها على الصدور لسترها مع الأعناق. ﴿بُعُولَتِهِنَّ﴾: أزواجهن.

﴿نِسَائِهِنَّ﴾: أي النساءِ الحرائر المؤمنات المختصات بهن كصاحبة وخادمة.

﴿أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ﴾: من الإماء دون العبيد. ﴿أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ﴾: أَي الذين يتبعون البيوت ليصيبوا من فضل الطعام، ممن ليس لهم حاجة إلى النساء من الشيوخ الطاعنين في السن. ﴿أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾: أَو الأطفال الذين لم يميزوا بين عورات النساء وغيرها، ولا يدرون ما هي العورة، وللكلام بقية في التفسير.

﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ﴾: ولا يضرب المؤمنات الأرض بأَرجلهن لإعلام الرجال ما يخفين من زينتهن حين يسمعون صوت الخلاخيل بسبب ضربهن الأرض.

[التفسير]

٣٠ - ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا (١) مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾:

شرع الله في الآيات السابقة وجوب الاستئذان على البيوت توفيرًا لحرمات أهلها، وسترًا لعوراتهم عمن يدخلونها فجأة، وجاء بهذه الآية والتى بعدها تتميما لما قبلها من الآداب التي تحمى الأعراض، وتحفظ في المؤمنين والمؤمنات مكارم الأخلاق، فقد أَمر الله فيهما بغض البصر عن المحرمات، وعدم إِبداء الزينة لغير من يحل إبداؤها له، إلى غير ذلك من الآداب والأحكام التي سنبينها.

والبصر: هوالباب الموصل إلى القلب، وأشد الحواس تنبيها له، وعن طريقه غالبًا يكثر السقوط والانغماس في أَوحال الفتنة، فهوبريد الزنى ورائد الفجور، قال الشاعر:

كل الحوادث مَبداهَا من النظر … ومعظَم النار من مستصغر الشرر

كم نظرةٍ فعلت في قلب صاحبها … فِعلَ السهام بلا قوس ولا وَتَر


(١) يغضوا: مجزوم في جواب الأمر: وهولفظ (قل) لتضمنه معنى الشرط، كأنه قيل: إن تقل لهم غضوا يغضوا.