(نُصَرَّفُ الْآيَاتِ): نكرر الدلالات مصروفة من أسلوب إلى آخر.
(يَصْدِفُونَ): يعرضون.
(عَذَابُ اللهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً): فَجْأة بدون أمارات، أو ظاهرًا تسبقه علامات.
[التفسير]
٤٦ - (قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون):
قل أيها الرسول لقومك: أخبروني - إن أَذهبَ اللهُ سَمْعَكم وأبصارَكُم، وغَطَّى على قلوبكم، فصرتم لا تسمعون ولا تبصرون ولا تعقلون - أيُّ هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه - يأتيكم بما أخذه منكم؟ … انظر وتعجَّب - يا محمد - كيف نبين - لهم الآيات ونصرفها من أسلوب: ما بين حجج عقلية، وتوجيه إلى آيات كونية، وترغيب وترهيب، وتنبيه وتذكير، ثم هم - بعد ذلك كله - يعرضون عن الحق!! واعلم أن القلوب، تستعمل في القرآن الكريم، مصادر للإدراكات العقلية كما هنا، وكما في قوله تعالى:"لهم قلوب لا يفقهون بها … "(١).
والمعروف طبِّيًّا: أن مراكز معينة في المخ، هي موطن العقل.
وبما أن القلب هو سر الحياة - وهو الذي يغذى تلك المراكز العصبية العاقلة في المخ - فلذا يسند الفهم والتعقل إليه مجازًا. أو لعله المركز الأول للعقل. ولكن لم يعرف ذلك بعد.
والمراد من الخَتْم عل القلوب: حَجْبُهَا ومنعها عن تعقل المدركات المختلفة.
والمراد من الآيات التي يصرفها الله: ما جاءَ في القرآن من الآيات الدالة على شئونه تعالى.