(وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ): أَي سيحاسبهم ويجازيهم بعد قليل في الآخرة بأَلوان العذاب، وكل آت قريب، وذلك بعد تحقيق الوعيد عليهم في دنياهم بالقتل والأَسر والِإجلاءِ.
(فَلِلَّهِ المَكْرُ جَمِيعًا): أَي أَنه تعالى يعلم المكر كله، فلا تخفى منه خافية عليه سبحانه.
(عُقْبَى الدَّارِ): أَي عاقبة دار الدنيا.
(عِلْمُ الكِتَابِ): أَي علم القرآن وما هو عليه من البيان المعجز، والحكمة التي لا تضارع، أَو علم التوراة والإِنجيل وما فيها من البشارات برسول الله والإِسلام.
[التفسير]
٤٢ - (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ): أَي مكر الذين كفروا من قبل مشركى مكة بِرُسُلِهم، وكادوا لهم. وكفروا بهم، كما فعل نمروذ وقومه بإِبراهيم، وفرعون وقومه بموسى، واليهود بعيسى ثم دارت الدائرة على الظالمين المفسدين.
(فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا): أَي فالله تعالى محيط بمكرهم كله، فلا يغيب عن علمه شيءٌ منه، وهو قادر على إِحباطه والانتقام من مدبريه، وفي هذا تسلية للنبي ﷺ وتأْمين له من مكرهم، وقد صارحه الله بذلك حيث قال له:(وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(١)