قال ابن عباس وغيره: نزلت هذه الآية وما بعدها في الوليد بن المغيرة، بل قيل: إِن هذا القول متفق عليه، والمعنى: يقول الله تعالى متوعدًا هذا الخبيث الذي أَنعم الله عليه بنعم الدنيا فجحد بها وبدَّلها كفرًا وقابلها بالإنكار لها والافتراءِ عليها.
(وَحِيدًا): أَي: دعني وحدي مع من خلقته فأَنا أَكفيك أَمره وأُغنيك في الانتقام منه عن كل منتقم. وفي الأَسلوب ما فيه من التهديد والوعيد، حسبك أَن الذي سيتولى جزاءَه وعقابه هو الله. أَو المعنى: اتركني مع من خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أَحد فأَنا أَهلكه ولا أَحتاج إِلى ناصر ومساعد في إِهلاكه، أَو ذرني ومن خلقته وحيدًا فريدًا لا مال ولا ولد، ولقد كان الوليد يلقب في قومه بالوحيد، فتهكم الله به وبلقبه وصرفه عن الغرض الذي كانوا يقصدونه من مدحه والثناءِ عليه إِلى جهة ذمه وعيبه، وهو أَنه خلق وحيدًا لا مال له ولا ولد، فآتاه الله ذلك، فكفر بنعمة الله وأَشرك به واستهزأَ بدينه!! أَو: وحيدًا في الخبث والشر، أَو وحيدًا عن أَبيه لأَنه كان لم يعرف نسبه للمغيرة حقيقة.
١٢ - (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا):
اَي: ووليته وأَعطيته مالا مبسوطًا كثيرًا، أَو ممدودًا بالنماءِ، قيل: كان له الضرع والزرع والتجارة، وعن ابن عباس: هو ما كان له بين مكة والطائف من النعم والجنان، والعبيد، وقيل: كان له بستان بالطائف لا تنقطع ثمارة صيفًا ولا شتاءً.
١٣ - (وَبَنِينَ شُهُودًا):
أَي: ومنحته ورزقته بنين شهودًا، أَي: حضورًا معه بمكة يتمنع بمشاهدتهم لا يفارقونه بالسفر في عمل أَو تجارة، لوفور نعمهم وكثرة خدمهم، أَو حضورا في الأَندية والمحافل لوجاهتهم واعتبارهم، أَو تسمع شهادتهم فيما يُتَحَاكم فيه، واختلف في عددهم: فعن مجاهد