أَنهم عشرة، وعن السدي والضحاك: كانوا اثني عشر، سبعة ولدوا بمكة، وخمسة ولدوا بالطائف، وقيل غير ذلك، وكلهم رجال، أَسلم منهم ثلاثة:
١ - الوليد بن الوليد. ٢ - وخالد. ٣ - وهشام.
١٤ - (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا):
أَي: وبسطت له الرياسة والجاه العريض حتى أَقام ببلدته مطمئنًا مترفهًا يُرْجع إِلى راية، فأَتممت عليه نعمة المال والجاه، واجتماعهما هو الكمال عند أَهل الدنيا، وأَصل التمهيد في التسوية والتهيئة، وتُجُوِّزَ به عن بسطة المال والجاه، وكان لكثرة غناه ونضارة حاله الرائقة في الأَعين يلقب ريحانة قريش، وكذلك كانوا يلقبونه بالوحيد، بمعني: المتفرد باستحقاق الرياسة.
١٥ - (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ):
أَي: ثم يطمع أَن أَزيده على ما أَعطيته وأَديته له من المال والولد والجاه مع عدم الشكر، وهو استبعاد لنيله ما يريد، واستنكار لشدة طمعه وحرصه، إِما لأَنه في غني تام لا مزيد على ما أُوتي سعة وكثرة، أَو لأَنه مناف لما هو عليه من كثرة النعم ومعاندة المنعم، واستعمال (ثم) للاستبعاد كثير، وقيل: معنى (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ) أَي: يطمع أَن أَترك ذلك في عقبه.
١٦ - (كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا):
(كَلاَّ): ردع وزجر له عن طمعه وقطع لرجائه، أَي: لست أَزيده (إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيدًا): جملة مستأنفة استئنافًا بيانيًّا لتعليل ما سبق، كأَنه قيل: لِمَ زُجِر عن طلب المزيد وما وجه عدم لياقته؟ فَقِيل: إِنه كان معاندًا لآيات المنعم كافرًا بها، وآيات الله هي دلائل توحيده، أَو الآيات القرآنية حيث قال فيها ما قال، والمعاندة تمنع من الزيادة، بل هي تستوجب الحرمان، قال مقاتل: ما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقص من ماله وولده حتى هلك، وعن مجاهد:(عَنِيدًا): مجانبًا للحق معاندًا له معرضًا عنه، والعرب تقول: عَنَد الرجل: إِذا عَتَا وجاوز قدره.