هذا بيان لنعمة أُخرى أَنعمها الله على اليهود، مع بيان حالهم فيما عرض عليهم من التكاليف -أَى واذكروا وقت أَن أَخذنا عليكم العهد: بأَن تتبعوا موسى وتعملوا بالتوراة التى يجيئكم بها من عند الله. ﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ﴾ تخويفًا لكم. فعن أَبي حاتم عن ابن عباس أَن موسى ﵇ لما جاءَهم بالتوراة وما فيها من التكاليف الشاقة كبرت عليهم وأَبَوْا قبولها، فأَمر الله جبريل بقلع الطور فظلله فوقهم حتى قبلوا، لأَنهم ظنوا أَنه واقع بهم.
والطور: اسم للجبل مطلقًا، والمراد به هنا: جبل معين وهو الذي كَلَّمَ الله نَبيَّهُ موسى عليه.
﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾:
المراد من القوة: الجد والاجتهاد كما قاله ابن عباس، أى قلنا لهم: خذوا ما آتيناكم بجد واجتهاد مع حسن النية والإخلاص، فإن ذلك يدفعهم إِلى النظر في الآيات حتى يقتنعوا ويحسنوا العمل.