للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ (١). وقوله: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ (٢). وقد أشعر وصف "سلطانا" بقوله "نصيرا" وهي من صيغ المبالغة - أَشعر بأنه يدعو بنصر حاسم.

٨١ - ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾:

أي وقيل جاءَ الحق الذي لا مرية فيه ولا قبل لهم برده، وهو الإِسلام المؤيَّد بمعجزة القرآن الكريم، الداعي إِلى الإيمان الصادق والعلم النافع، وذهب الباطل واضمحل فهلك الكفر والشرك، وما زينه الشيطان من شرور وآثام.

﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾: وعد من الله جل شأنه بنصر الحق على الباطل أَي أن الباطل شأنه عند الله أن يكون مضمحلا ولا بقاء له مهما طال به الأمد، وامتد به الزمن، وتعدد المستمسكون به، وفي بيان ذلك يقول سبحانه: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ (٣) ويروى البخاري والترمذي عن ابن مسعود قال: دخل النبي مكة عام الفتح وحول الكعبة ثلثمائة وستون نصبا - فجعل النبي يطعنها بمخصرة في يده، وربما قال: بعود، ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ جاء الحق وما يبدئُ الباطل وما يعيد، هذا لفظ رواية الترمذي، قال القشيرى: فما بقى منها صنم إلا خر لوجهه، ثم أَمر بها فكسرت.

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (٨٢)

[المفردات]

﴿خَسَارًا﴾: الخسار، الهلاك والضلال.


(١) سورة التوبة: الآية ٣٣
(٢) سورة المائدة: الآية ٦٧
(٣) سورة الأنبياء: من الآية ١٨