أَي: ولما رجع موسى ﵇ إِلى قومه من الميقات الذي ناجى فيه ربه - رجع - وهو شديد الغضب والحزن على ما أَحدثه قومه في غيبته من الردة وإِهمال وصاياه، وكان الله - تعالى - قد أَخبره وهو في مكان المناجاة بما أَحدثوه.
﴿قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي﴾:
أَي: قال موسى ﵇ بعد رجوعه من الميقات يذم قومه جميعًا المؤمنين منهم والمرتدين: بئس ما أَحدثتموه أَيها المؤمنون وأَيها المرتدون. أَما ذمّه المؤمنين فلأَنهم لم يكفوا عبدة العجل عما فعلوه وأَما ذم المرتدين فلعودتهم إلى الشرك بعد أَن رأوا حرص موسى ﵇ على دعوتهم إِلى توحيد الله، وترك الشرك، وإِخلاص العبادة لله وحده - وواجب الخلفاءِ أَن يسيروا على نهج المستخلف - فالخطاب للجميع ويجوز أَن يكون الخطاب لعبدة العجل فذمهم على ما أَحدثوه من تغيير شريعة الله، كما يجوز أَن يكون الخطاب لهارون والمؤمنين معه، فالَّلوْمُ لهم إِذ لم يمنعوا عبدة العجل مما فعلوا. أَي بئس قيامكم مقامى إِذ لم تراعوا عهدى.
﴿أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ﴾:
أَي أَسبقتم ما أُمرتم به من البقاءِ على ما أَوصيتكم به من التوحيد حتى أَعود إِليكم من الميقات بكتاب من عند ربكم، حين سارعتم إِلى مخالفة أَمرى فغيرتم دينكم وعبدتم العجل. وتراخى المؤمنون في نصحكم.
﴿وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ﴾:
أَي وطرح موسى ﵇ أَلواح التوراة جانبًا، ليتمكن من إِمساك أَخيه وتعنيفه حين رأَى قومه وقد فتنوا بالعجل فعكفوا على عبادته.