للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُوفَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ﴾

[المفردات]

﴿رِزْقٍ﴾: الرزق في اللغة، ما ينتفع به، ومعلوم أنه ليس كله نازلا من السماءِ، وإِنما الذي أُنزل من السماء هو التشريع الذي أَحله أَو أسبابه التي حدث بها كالمطر والهواء وأشعة الشمس، وعلى هذا فالمراد من إنزال الرزق من السماء هو إنزال تشريعه أَو أسبابه، وفسر بعض العلماء إنزال الرزق بمعنى خلقه، وعليه فلا إشكال.

[التفسير]

٥٩ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا .... ﴾ الآية.

لما بين الله تعالى فضله على الناس ورحمته بهم بإنزال القرآن الهادى لهم، شرع يناقشهم فيما حرموه من رزق الله الذي أحله لهم، ويوبخهم على هذا التحريم المخالف لما شرعه لعباده، فقال جل ثناؤه:

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا ..... ﴾ الآية.

والمعنى: قل أيها الرسول للمشركين الذين يحرمون بعض ما أَحل الله للناس من الرزق أخبرونى: ما خلق الله لكم من رزق، أنزل حله في شريعة إبراهيم وإسماعيل، فجعلتم بعض هذا الرزق حرامًا، وحرمتم منه أَنفسكم، وبعضه حلالًا وتناولتموه، فقد قلتم: