(قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ) أَي: مسرعين نحوك مادي أَعناقهم إِليك. مقبلين بأَبصارهم عليك وفعله (أَهطع) بمعنى مد عنقه، وصوب رأَسه، ومهطع كمحسن: من ينظر في ذل وخضوع لا يقلع بصره، والمادة تدل على السرعة.
(عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ عِزِينَ): أَي: جماعات في تفرقة كما قال أَبو عبيدة: كل فرقة تعتزي وتنتسب إِلى غير من تنتسب له الأخرى، وهي جمع عزة بمعنى فرقة، والفرقة من ثلاثة أَشخاص أَو أَربعة.
(كَلَّا) كلمة لردع المشركين عن الطمع في الجنة.
(بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ): أَي: مشارق الشمس والكواكب ومغاربها.
(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا): أَي: اتركهم للدخول في باطلهم الَّذِي تعودوا الدخول فيه واقترافه والحديث عنه، ولا تعبأ بلعبهم في دنياهم فإِنه لا يجدي.
(مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا): أَي: مسرعين، والأَجداث: جمع جدث وهو القبر، مثل سبب وأَسباب، وهي لغة تهامة، ولغة نجد جدف بالفاءِ.
(إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ): النصب: ما نصب فعبد من دون الله، وهو عند الكثيرين مفرد، وقيل: هو جمع نصاب ككتاب، وقال الأَخفش: جمع نصْب كَرهْن ورُهن، والأَنصاب جمع جمع، و (يُوفِضُونَ): يسرعون، من الإِيفاض، وقيل: هو مطلق الانطلاق.
(تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ): أَي: تغشاهم ذلة شديدة تجعلهم في منتهى الضعف والهوان.
كان النبي ﷺ يصلي عند الكعبة ويقرأُ القرآن، فكان المشركون يجتمعون حوله حلقًا وفرقًا يستمعون ويستهزئون بكلامه ﵊ ويقولون: إِن دخل هؤُلاءِ الجنة كما يقول محمد ﷺ، فلندخلنها قبلهم، فنزلت الآيات.