للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾: يحذرونك ويهددونك بضرر الأصنام.

﴿عَزِيزٍ﴾: غالب لا يغالب، منيع لا يمانَع ولا ينازَع.

﴿انْتِقَامٍ﴾: عقوبة.

[التفسير]

٣٦ - ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾:

دخول همزة الاستفهام على النفى يقتضي التقرير والإثبات، وقد جاءت هذه الآية لتؤكد مضمون الآيات السابقة من توعُّد الظالمين الكذَّابين والمكذِّبين، وصدق الوعد للصادقين والمصدِّقين.

والمعنى: الله - تعالى - بقوته وقدرته حافظ رسوله، ومانعه من كل أذى يصيبه، ومن كل مؤذ يريده بسوء.

وقوله تعالى: ﴿وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ﴾ تسفيه لما كان المشركون يُهدِّدُون به الرسول من ضرر أصنامهم. ويتوعدونه به.

روى أنَّهم كانوا يقولون له: إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا، وتصيبك مضرتها لعيبك إياها، فنزلت الآية. وفي رواية أُخرى قالوا: "لتكُفَّنَّ عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منها خبل أو جنون كما قال قوم هود له: ﴿إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ﴾.

وقال قتادة: مضى خالد بن الوليد إلى العُزَّى ليكسرها بالفأس، فقال له سادنها: أُحذركها يا خالد فإن لها شدة لا يقوم لها شيء، فعمد خالد إليها فهشم رأسها بالفاس". وتخويفهم لخالد تخويف لرسول الله لأنه الذي وجهه إليها.

ولما كان اتخاذهم الأصنام آلهة، وتخويفهم بها وهي أحجار لا تدفع ضرًّا ولا تجلب نفعًا لنفسها فضلًا عن أن تنفع أو تضرُّ غيرها - لما كان هذا - ضلًالا منهم وإضلالًا من الله لهم لإصرارهم على الباطل، جاء قول الله - تعالى -: ﴿وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾