أي الثناءُ مني على الله شكرًا له حيث منحني مع كبر سني ويأسي من الولد -منحني- إسماعيل وإِسحاق. وقال ابن عباس: ولد له إسماعيل وهو ابن تسع وتسعين سنة، وإِسحاق وهو ابن مائة واثنتي عشرة سنة.
﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾: المقصود من سماع الدعاءِ قبوله وإِجابته، أَي إن ربي ومالك أَمري لمستجيب دعاء من دعاه، وقد استجاب دعائي فيما سألته من الولد.
٤٠ - ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾: أَي وفقني إِلى دوام المحافظة عليها والخشوع فيها، وإقامة حدودها واجعل من ذريتي من يقيمها، وقد خص الدعاء ببعض ذريته لعلمه من جهة الله تعالى أَن بعضا منهم لا يكون مقيما للصلاة، بأن يكون كافرا أَو مؤمنا لا يؤدى الصلاة، ويجوز أن يكون قد علم من استقرائه عادة الله فى الأُمم السابقة، أن يكون فى ذريته من لا يقيمها، وهذا كقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ﴾.
﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾: أى دعائِي بتحقيق ما طلبته من الأدعية السابقة.
٤١ - ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ … ﴾: بما أن إِبراهيم لا يرتكب ذنبا كشأن جميع الأنبياء فيكون معنى هذه الجملة، ربنا تجاوز عما فرط مِنِّي من ترك الأوْلى فى أَعمالي الدينية وغيرها مما لا يسلم منه البشر. واغفر لوالدي. وكان ذلك الاستغفار منه لهما قبل أَن يثبت عنده أنهما عدوان لله، وقال القشيري: ولا يبعد أَن تكون أمُّه مسلمة، لأن الله ذكر عُذْرَهُ في استغفاره لأبيه دون أمه فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ (١). وروى عن الحسن أَيضًا أن أُمه كانت مؤمنة، وختم إبراهيم ﵇ دعاءه بقوله: