أَنها تنذر بالويل والثبور والعذاب بالنار في الآخرة، وتهدد الظالمين الذين ينتقصون حق غيرهم فهي تتلاقى مع السورة قبلها في وعيد المخالفين الضالين، كما أَنها تبيّن ما أَجملته سورة الانفطار من عذاب الفجار، وثواب الأَبرار.
[بعض مقاصد السورة]
١ - جاءَت السورة في أَولها مهددة منذرة هؤُلاءِ الذين يجورون ويظلمون سواهم بالاستيلاءِ على حقهم، واستلاب أَموالهم ضاربين بعقاب الله لهم في الآخرة عرض الحائط:(وَيْلٌ لِّلْطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذا اكْتَالُوا عَلَى النَّاس … ) إِلى قوله: (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ).
٢ - تحدثت السورة عن مآل الفجار، وأَنَّهُمْ سيحاسبون على أَعمالهم التي سجلت عليهم في كتاب قد حفظ في مكان حريز ضيق في أَسفل جهنم، لا يزاد فيه ولا ينتقص منه، وأَنهم لا ينعمون بفضل الله ورحمته ولا يسعدون برؤيته يوم القيامة، وأَنهم مع ذلك يصْلَوْنَ جهنم ويعذبون بعذابها الأَليم:(كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) إِلى قوله: (كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ).
٣ - ثم أَتت السورة بنعيم الأَبرار الذين جمعوا خصال الخير، وأَبانت سعادتهم في الآخرة، وأَنهم في مرضاة ربهم وكرمه:(كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) إِلى قوله: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ).
٤ - وفي ختام السورة يجيء ويظهر ما يلقاهُ المجرمون من سخرية المؤمنين واستهزائهم بهم جزاءَ ما كان المجرمون يفعلونه بالمؤمنين في الدنيا من الإيذاءِ والسخرية جزاءً وفاقًا: