للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أَوجد الله سبحانه ما عَبِقَ بالقميص (١) من ريح يوسف في نفحة طيبة هبت على يعقوب فَعَرَف ريحه وبينهما مسافات بعيدة.

(لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ): أي لولا تفنيدكم إيَّايَ بنسبتى إِلى الخرف من الشيخوخة لصدقتمونى في أَنني أَجد ريح يوسف حقيقة غير متوهم ولا مخطئِ.

قال مالك : إنما أوصل ريحه من أوصل عرش بلقيس قبل أن يرتد إلى سليمان طَرْفُه -انظر القرطبى، وستأَتى بقية الحديث عن ذلك في التفسير.

٩٥ - (قَالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ): أي قال الحاضرون عنده وقتئذ والله إِنك لا تزال تعيش في خطئك القديم بالإِفراط في محبة يوسف والإِكثار من ذكره وتوقع لقائه، وكانوا يظنون أَن يوسف قد مات.

(فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

[التفسير]

٩٦ - (فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا)

أَي فلما جاءَ البشير الذي حمل قميص يوسف من بني يعقوب، أَلقى القميص على وجهه امتثالًا لأمر يوسف، فعاد يعقوب بصيرًا تام البصر كما كان أو خيرًا بما كان، لمجرد إلقاءِ القميص على وجهه، قيل: إن هذا البشير هو الذي حمل القميص الملطخ بالدم الكذب


(١) عَبقَ بالقميص: أي لصق به.