للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[التفسير]

٥٦ - ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ .... ﴾ الآية.

إدريس اسمه أعجمى وليس مشتقا من الدرس لأن الاشتقاق من غير العربي لم يقل به أحد، وهو أول من نظر في النجوم والحساب وجعل الله ذلك من معجزاته كما في البحر، كما قيل أنه أَول من خط بالقلم، وخاط الثياب، ولبس المخيط، وكانوا قبله يلبسون الجلود، وأَول من اتخذ الموازين والمكاييل والأَسلحة، وقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، فكان أَول مرسل من بني آدم.

ولكن هذه التفاصيل لم ترد في السنة النبوية، والله أعلم بصحتها، وحسبنا في أَمره قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا﴾: أي ملازما للصدق في كل أمر من أموره متصفًا بالنبوة تتويجا لصدقه الكامل.

٥٧ - ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾: هو النبوة والزلفى عند الله تعالى لأَنه كان صوَّاما قوّامًا، يعبد الله ويكثر عبادته، وقيل المكان العلى الجنة كما روى عن الحسن، ولا شئَ أعلى من الجنة، وقد صح في حديث المعراج أنه رآه في السماءِ الرابعة وأَنه رحب به ودعا له بخير، وعلى هذا يكون المراد من المكان العلى السماءُ الرابعة، وقيل الذكر الجميل في الدنيا وعلو المرتبة.

٥٨ - ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ .... ﴾ الآية.

إشارة إلى الأَنبياء المذكورين في السورة الكريمة، والإِتيان بإشارة البعيد ﴿أُولَئِكَ﴾ للتنبيه إلى علو مراتبهم. وبعد منازلهم في الفضل والشرف بما أنعم عليهم سبحانه من عظيم النعم الدينية والدنيوية.

﴿وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا﴾:

أي وممن هديناهم إلى الحق، وشرّفناهم بالنبوة والكرامة.