هذه السورة الكريمة نزلت بمكة المكرمة وآياتها خمس عشرة آية
[صلتها بما قبلها]
أَنه لما ختم -سبحانه- السورة التي قبلها (البلد) بذكر أَصحاب الميمنة وأَصحاب الشأَمة أَعاد ذكرهما هنا ولكن بصورة أُخرى وأُسلوب آخر فقال: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)، ثم كان قوله تعالى في السورة:(فأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) كالبيان والتوضيح لقوله تعالى في سورة البلد: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) على أَنهما طريقًا الخير والشر.
[بعض مقاصد هذه السورة]
١ - أن الله -جلت قدرته- ابتدأَ السورة الكريمة بالقسم بأَنواع من خلقه: بالشمس وضحاها، والقمر إِذا تبعها وقد اكتمل نوره، وبالنهار إِذا أَبان وأَظهر الأَشياءَ بضيائه، إِلى قوله:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا) أَقسم -تعالى - بهذه المخلوقات على أَن الإِنسان يفوز ويسعد إِذا تطهر من الذنوب وأَنمى نفسه وأَعلاها بالطاعات، وأَنه يخسر ويهلك إِذا غمس نفسه في المعاصي وتردى في الفجور:(قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا).
٢ - أَن السورة جاءَت بقصة (ثمود) قوم سيدنا صالح، وقد كذبوا به وتجاوزوا الحد في الطغيان حتى عقروا الناقة التي كانت آية ومعجزة دالة على وحدانية الله، وعلى صدق رسالة صالح ﵇ ثم ما كان من إِهلاك الله لهم بتدبيرهم واستئصالهم وتسوية الأَرض بهم، وختمت السورة ببيان أَن الله لا يخشى عاقبة إِهلاكهم فإِنه "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسأَلونَ".