﴿اسْجُدُوا لِآدَمَ﴾: للسجود معنيان؛ معنى لغوي وهو: التواضع والخضوع تحية وتعظيما بانحناء وغيره لا بوضع الجبهة على الأرض. ومعنى شرعي: بوضع الجبهة على الأرض للعبادة ولا يكون هذا إلا لله تعالى.
﴿فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾: أَي نخرج عن أَمره. لأن معنى الفسق الخروج، من قولهم فسق الرطب فسوقًا إِذا خرج عن قِشْرِه. وفعله فسق كنصر وضرب وكرُم فسقا وفسوقا. وقيل صار فاسقًا بسبب عصيانه أَمر ربه فعن للسببية.
أي. واذكر أيها الرسول وقت قولنا لهم ﴿اسْجُدُوا لِآدَمَ﴾ سجود تشريف وتكريم وفق المعنى اللغوي للسجود؛ وهو يحصل بانحناء ونحوه دون وضع الجبهة على الأرض، وهذه تحية أبطلها الإِسلام. وأَحل السلام والمصافحة محلها.
أما وفق المعنى الشرعي فلا لأنه لا يتحقق إلا بوضع الجبهة على الأرض قصدا إِلى العبادة وهومأمور به لله وحده. ﴿فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ﴾: أَي سجد الملائكة جميعًا امتثالا وطاعة ما عدا إبليس، فإنه لم يكن من الساجدين إباءً منه واستكبارا، وقد حمله على هذا التمرد أَنه ﴿كَانَ مِنَ الْجِنِّ﴾: فهوأجنبي عنهم حيث خلق من مارج من نار. وخلقوا من نور. فقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة ﵂ عن رسول الله ﷺ أنه قال: