للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(الْأَكمه): مَن وُلِد أَعمى.

(وَالْأَبرَصَ): المريض ببياض الجلد. والبرص: مرض جلدى يُغَيِّرُ لون البشرة إِلى البياض.

(سِحْرٌ مبِينٌ): السحر؛ تمويه وتخييل. به يرى الإِنسان الشئ على غير حقيقته.

[التفسير]

١٠٩ - ﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ … ﴾ الآية.

لمَّا أَوجب الله على عباده - في الآيات السابقة. إِقامة الشهادة على وجهها، وحذَّرهم من شهادة الزور، وأَمرهم بتقوى الله تعالى، عقب ذلك ببيان أَهوال يوم القيامة، حتى تتمكن خشية الله وتقواه من نفوسهم، ويعملوا بما كلفهم به.

والمعنى: واذكر - أَيها المكلف - حين يجمع الله الرسل يوم القيامة. فيقول لهم: ماذا أُجبتم من أَقوامكم حين دعوتموهم إِلى توحيدي وطاعتي؟ أَهي إِجابة قبول؟ أَم إجابة رَدّ وإباء؟

وبما أَن الله تعالى - يعلم جواب الأُمم لرسلهم. فالمقصود بسؤال الله إياهم، وهو إِظهارُ أمانة الرسل وحرصِهم على تحرِّي الصدق فيما يقولون. ليكون ذلك تنبيها على وجوب تحرى الصدق في الشهادة، والبعد عن قول الزور؛ ولذا قال سبحانه حكاية عنهم:

﴿قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾:

أَي: يقولون للمولى ﷿ لا علم لنا بما أَجابونا به، أَهو موافق لقلوبهم؟ أَم مخالف لها؟ وكل ما عرفناه، ظاهر أَحوالهم. فمنهم من أَظهر الإِيمان فعاملناه معاملة المؤمنين، ومنهم من أَظهر الكفر فعاملناه معاملة الكافرين.

أَمَّا أَمْرُ القلوب، فهو إِليك. إِنك أَنت علام الغيوب. وصدق الله إذ يقول:

﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ (١).


(١) غافر، الآية: ١٩