أي: ما كان الله ليظهركم على ما غاب عنكم من الأسرار مباشرة، بأن يقذفه في قلوبكم، ومن غير أن يعقد من الأسباب ما يكشف به الأمور الخفية عليكم. فإن إظهار الغيب - بغير إبراز الأسباب - لا يكون إلا للرسول. ولهذا قال سبحانه:
أي: ولكن الله يصطفي ويختار من رسله من يشاء، ويطلعه على ما يشاء من غيبه، ويحقق له بالوقائع ما أخبره به من الغيب. كما فعل مع النبي ﷺ، إذ أطلعه على نفاق المنافقين، ثم حقق له - بوقعة أحد - ما أخبره به من نفاقهم.
﴿فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ﴾:
أي: فداوموا على ما أنتم عليه من الإيمان بالله ورسله، بعد ما عرفتم أسرار هذه المحنة التي حلت بكم في أُحد، وعرفتم حكمتها.