ولما نعى الله على المشركين عنادهم في اقتراح الآيات وإِنكارهم كون الذي جاءَ به الرسول من جنس الآيات، ولم يعتبروا بما شاهدوا من ظواهر هي آيات على قدرة الله، عقب ذلك ببيان طبيعتهم تسلية لرسوله فقال سبحانه:
(وَهُمْ يَجَادِلُونَ فيِ اللهِ):
أَي لا تحزن لما ترى منهم في شأْنك. فهم مع أمارات القدرة العظيمة، ودلائل التوحيد الباهرة. يجادلون في الله بادعاءِ الشركاءِ وإِثبات الأَولاد له تعالى، وإِنكار البعث، ويلحون في استعجال العذاب، ومع سلطانه القاهر يمعنون في العناد والمكابرة.
(وَهُوَ شَدِيدُ المِحَالِ):
أَى أَنه سبحانه شديد القوة على أَعدائه يأْخذهم أَخذ عزيز مقتدر فَيصيبُ مِنْهُم من يشاءُ وفق إِرادته. وقال الحسن شديد الإِهلاك بالمحل وهو القحط.