للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى﴾

[المفردات]

(مَهْدًا): أي مبسوطة مذَلَّلة، وهو في الأصل مصدر مَهَد الأرض أو الفراش أَي بسطه ويسّره. وفعله من باب فتح يفتح ثم أَطلق المهد على كل ما يبسط ويمهد، وغلب على فراش الصبى. (سُبُلًا): جمع سبيل وهو الطريق. (أَزْواجًا): أي أصنافًا ونظائر متشابهة وأطلق عليها ذلك لازدواجها واقتران بعضها ببعض، أَو لأن بعضها ذكر والآخر أُنثى (نَبَاتٍ شَتَّى): أَي متفرق؛ جمع شتيت، من شتَّ الأمر أَي تفرق، وأَلفه للتأْنيث. (وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ): أَي سرحوها وأَطعموها من المرعى وهو مكان الكلإِ والعشب. والأَنعام الماشية التي ترعى، وهى تذكر وتؤَنث، وأكثر ما تطلق على الإِبل، ومفردها نَعَم بفتحتين وهو مذكر دائمًا، كما قال الفراءُ يقولون هذا نَعم - انظر المختار. (لِأُولِي النُّهَى): أَصحاب العقول السديدة، وقيل لهم ذلك لأَنهم يُنتهى إلى رأْيهم، أَوْ ينْهَوْنَ أَنفسهم، ومفرده نُهْيةٌ. بضم فسكون.

[التفسير]

٥٣ - ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا … ﴾ الآية.

هذا الكلام إما أَن يكون بقية ما أَبلغه موسى لفرعون عن الله تعالى (١)، وإما أَن يكون كلام موسى قد تم، عند قوله: ﴿لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى﴾ وابتدأَ الكلام منه سبحانه لتعداد نعمه على عباده.


(١) وعلى هذا يكون لفظ (الذي) وصفا لربى. أو خبرًا لمبتدأ محذوف، أما علي الوجه الآتى فيكون خبرأ لمبتدأ محذوف فحسب.