لما ذكر ﷾ أصحاب اليمين وما أعد لهم من النعيم المقيم كرامة لهم عطف عليهم بذكر أصحاب الشمال فقال: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ﴾ أي: وأصحاب الشمال لا يدرى ما هم فيه من العذاب والأهوال وسمَّاهم أصحاب الشمال؛ لأنهم - يأخذون كتبهم بشمالهم أو لأنهم يكونون في جهة الشمال.
في هذه الآية وما بعدها بيَّن الله ﷾ ما ينال أصحاب الشمال من عذاب وما يُصيبهم من نكال وعقاب فذكر أنهم ﴿فِي سَمُومٍ﴾ أي: ريح حارة تؤثِّر تأثير السّم وتنفذ في المسام وتحيط بهم من كل جانب، ﴿وَحَمِيمٍ﴾ أي: ماءُ حار قد انتهى حره وبلغ
(١) ومنه بلغ الغلام الحنث - أي الحلم ووقت المؤاخذة بالذنب - وحنث في يمينه خلاف بَرَّ فيها وتحنث إذا تأثم.