أَعرض قومك. ولم يصدقوك. ﴿فاصْبِرْ﴾: كما صبر نوج على معارضة قومه وإيذائهم له ولمن آمن معه. ﴿إِنَّ الْعَاقِبَةَ﴾: بالظفر في الدنيا والفوز في الآخرة. ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾: الذين يصبرون ولا يجزعون ولا يفترون، مهما عارضهم الكافرون، فقلوبهم واثقة من نصر الله، وجوارحهم مشغولة بطاعة الله.
﴿مُفْتَرُونَ﴾: كاذبون. ﴿فَطَرَنِي﴾: خلقنى ابتداءً من غير مثال سبق، والفطرة؛ الخلقة ابتداءً - كما قاله القرطبى. ﴿يُرْسِلِ السَّمَاءَ﴾: يرسل السِحاب، فكل ما علاك سماء.
﴿مِدْرَارًا﴾: كثيرة الدُّرُورِ والسيلان.
[التفسير]
٥٠ - ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا﴾:
بعد أَن ذَكَّرَ الله قريشا بما أَصاب قوم نوح لمّا أَصروا على كفرهم، زادهم تذكيرا ببيان ما أَصاب غيرهم من الأُمم التي كفرت بالرسل، وقدم قصة عاد على ما بعدها لأَنها أقربها إلى قوم نوح، وعاد هذه هي عاد الأُولى، سميت باسم جدها الأَول وهم قوم يسكنون الأَحقاف بين الشحر وعُمَان وحضرموت، وكانوا قوما جبارين عظام