للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿قَدَرُوا اللَّهَ﴾: تبينوا عظمته وقدرته وسلطانه.

﴿قَوِيٌّ﴾: قاهر لا يغلب. ﴿عَزِيزٌ﴾: منيع لا يضام.

﴿يَصْطَفِي﴾: يختار. ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾: ما يستقبلونه.

﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾: وما يستدبرونه.

[التفسير]

٧٤ - ﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾:

أَي: ما عرفوا عظمة الله وجلاله وقدرته وسلطانه حَقَّ المعرفة، فانصرفوا عن عبادته وتقديسه إِلى عبادة الآلهة الضعيفة المهينة العاجزة.

﴿إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾: إِن الله سبحانه قوى عظيم القوة والسلطان، وكل ما سواه ضعيف عاجز، والله سبحانه عزيز لا يُنال وغالب على أَمره، وسواه مهين ضعيف ذليل مغلوب.

٧٥ - ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾:

أَي: أَن الله سبحانه يحيط علمه بكل شَىْءٍ، فلهذا يعلم مَنْ هو أَهلٌ للرسالة من الملائكة ومن البشر، فينزل شرائعه عن طريق الروح الأَمين، على مَنْ يختاره مِنَ البشر لتبليغ شرائعه إِلى الناس. وفي ذلك يقول سبحانه: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ (١) ويقول أَيضا: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (٢) يقال: إِن الوليد بن المغيرة استكثر الرسالة على محمد فقال: ﴿أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا﴾ (٣) فنزل قوله تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾: ردًّا عليه وتحقيقا للحق ﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾: إِن الله سبحانه عظيم السمع يسمع كل صوت وإِن كان خفيًّا، شامل البصر يرى كل مشهد وإِن كان دقيقًا أَو قَصِيًّا؛ فهو سبحانه محيط بكل شيءٍ علما.


(١) سورة الأنعام، من الآية: ١٢٤
(٢) سورة الدخان، الآية: ٣٢
(٣) سورة ص، من الآية: ٨