هذا تفريع وتوبيخ للمشار إِليهم وهم أَهل مكة، وقيل: إِنها نزلت في يهود، أَي أَنهم بسبب الشهوة والمحبة لهذه اللَّذات الجسدية والمتع الدنيَّة البدنية يفرحون ويحبون الدنيا العاجلة التي تُؤذِنُ بانصرام، وتُعْلِمُ بانقضاءٍ وانتهاءٍ، ويتركون ويدعون خلف ظهورهم دون انتباه إِليه أو التفات نحوه يذرون يومًا شديدًا عسيرًا يثقل حمل ما فيه، ويضعف الإِنسان عن تحمل مشاقه وصعابه وهو يوم القيامة وما فيه من نشر وحشر وحساب.
أَي: نَحن -لا غيرنا- خلقناهم من طين بدءًا من آدم ﵇ وفي أَصلاب آبائهم وأَرحام أُمهاتهم، وأَعطيناهم القُوَى والقُدَرَ وشددنا وربطنا مفاصلهم وأَوصالهم بعضهم ببعض ربطناها بالأَعصاب والعروق، وذلك في إِحكام حكيمٍ وربط وثيق لا يهتدى إِليه أَحد