هذه السورة الكريمة تتفق مع السورة التي قبلها وهي سورة التكوير في أن كلا منها تتحدث عمَّا يصيب الكون من تغيّر وتبدّل قبيل القيامة، ففي التكوير يأْتي قوله تعالى:"إذا الشمس كورت" إلى قوله -جل شأنه-: "وإذا الجنة أزلفت * علمت نفس ما أحضرت" وفي سورتنا هذه يجيء قوله -عز من قائل-: (إذا السماء انفطرت) إلى قوله تعالى: (وإذا القبور بعثرت * علمت نفس ما قدمت وأخرت) فهدف السورتين يكاد يكون متفقًا على غرض واحد: وهو بيان ما يحدث قبيل يوم القيامة من أحوال عظام وأحداث جسام.
[بعض مقاصد السورة]
١ - تحدثت السورة في أَولها عما يحدث عند قيام الساعة من انفطار السماء وتشققها، وانتشار الكواكب وتفرقها، وانتزاعها من أماكنها، وتفجير البحار وامتزاج مياهها وتفرقها في جنبات الأرض، وإزالة ما بينهما من البرازخ والحواجز، ثم بعثرة القبور وإخراج ما فيها من الأموات وقد عادت لهم الحياة، وما يعقب ذلك من حشر وحساب وجزاءٍ (إذا السماء انفطرت) إلى قوله تعالى: (علمت نفس ما قدمت وأخرت).
٢ - ثم تذكر السورة الكريمة اغترار الإنسان وانخداعه بإمهال الله وترك عقابه على ما يبدر منه من شرك ومعاص حيث لا يقر له بنعمة، ولا يعرف له سبحانه حقه في إفراده بالوحدانية، بل يصير كنودًا جحودًا لنعم الله عليه:(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك) ثم يوضح ويبين -سبحانه- سبب هذا الجحود والكفران وأنه هو التكذيب وعدم الإقرار بيوم القيامة، أو بالإسلام فيقول:(كلا بل تكذبون بالدين).