للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٦٩ - ﴿كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا … ﴾ الآية.

أَي: أَنتم أَيها المنافقون وكفار مكة حالكم مثل حال الذين مضوا من المنافقين والكفار من الأُمم المهلكة قبلكم، في الاستمتاع بالحياة الدنيا والغفلة عن الآخرة، والجرأَة على الحق، واستحقاق العقاب، وذلك أَنهم كانوا أَعظم منكم قوة أَيها المخاطبون، وأَكثر أَموالًا وأَولادًا، فتمتعوا بنصيبهم الذي قدر لهم من حظوظ الدنيا وطيباتها، وأَفرغوا كل جهد لهم في التمتع بالملذات والشهوات، ونسوا حق الله عليهم ولم يلتزموا بطاعته، واستخفوا بأَنبيائهم وسخروا منهم، فكذلك كنتم بعدهم مثلهم انتفعتم بنصيبكم الذي قدر لكم من متاع الدنيا وزينتها، وحرصتم عليه وجعلتم الاشتغال به غاية الغايات، كما تمتع الذين من قبلكم. ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾: أَي ودخلتم أَيها المنافقون والكافرون في الباطل وانغمستم فيه كانغماس الذين مضوا قبلكم من الأُمم.

﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾: أَي أُولئك الذين انغمسوا في الباطل إِلى الأَذقان من الفريقين، وجعلوا كل همهم التمتع بالشهوات - أُولئك المذكورون - بطلت أَعمالهم المشتملة على الخير، فلم تنفعهم في الدنيا والآخرة، إِذ لا اعتبار للعمل الطيب بغير إِيمان وتصديق.

﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾: أَي وأُولئك هم الذين خسروا خسرانًا مبينا لا خسران بعده، إِذ قضوا حياتهم فيما يضرهم ولا ينفعهم.

﴿أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٧٠)﴾.

[المفردات]

﴿نَبَأُ﴾: خبر له شأْن. ﴿الْمُؤْتَفِكَاتِ﴾: المنقلبات وهي قرى قوم لوط.

﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾: بالحجج الواضحات.