أَي وبعد أَن أَغرق الله فرعون وقومه في البحر أَورث بني إِسرائيل الذين ظل فرعون زمنًا طويلا يطاردهم ويستذلهم ويستعبدهم ويذبح أَبناءهم، أَورثهم الأَرض التي عبروا البحر إِليها مع موسى ومكّن لهم بالتصرف في جوانبها الشرقية والغربية التي بارك الله فيها بالخصب وسعة الأَرزاق - مَكَّن لهم ووسع عليهم - بعد أَن أَذاقهم فرعون الهوان أَلوانًا، وهذا لطف عظيم من الله بهم وإِحسان جميل إِليهم.
﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا﴾: أَي وتحقق وعد الله - تعالى - الخالق الرزاق لبنى إِسرائيل بالنصر والتمكين في الأَرض. وهو ما جاءَ في قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (١). وذلك بسبب صبرهم على إِيذاءِ فرعون لهم وتعذيبه إِياهم تنفيذًا لما أَوصاهم به موسى بقوله: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا﴾.