بعد أن عدد الله جرائم أهل الكتاب وأحوالهم المقتضية للتعجيب، وهددهم عليها بالسعير - أَتبع ذلك بيان جزاءَ الكفار على وجه العموم: الشاملين لأهل الكتاب وغيرهم. فقال:
﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا … ﴾:
والمعنى: إنَّ الَّذِينَ جحدوا آياتنا الدالَّةَ على ألوهيتنا، والمنزلة على أنبيائنا عليهم الصلاة والسلام، وفي مقدمتها القرآن الكريم: الذي هو آخر الكتب وأوفاها، وأوضحها دلالة.
﴿سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا﴾:
أي سوف ندخلهم نارا هائلة يوم القيامة.
﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾:
أي كلما احترقت جلودهم، وتعطلت عن الإِحساس بِالألم.
﴿بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا﴾:
أي جلودا جديدة أخرى؛ ليستمر عذابهم، ويدوم لهم بها، وذوقهم لها؛ لأنهم كانوا مصرين على الكفر، إلى ما لا يتناهى.
فحكم الله تعالى عليهم بالعذاب الشديد الذي لا يتناهى. ﴿جَزَاءً وِفَاقًا﴾ (١).
وأكد الله هذا الوعيد بقوله:
﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾:
أي هو - في ذاته - قوي: لا يعجزه شيء، ولا يستعصى عليه أمر، حكيم في أفعاله. ومن حكمته: تعذيب العاصي على قدر ذنبه.