﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ﴾ أي: بيض مصون عن الريح والغبار حيث تكنُّه النعامة أو الفرخة بريشها.
[التفسير]
٤١ - ﴿أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ﴾ أي: لهم رزق معلوم الخصائص ككونه غير مقطوع ولا ممنوع عن النظر، لذيذ الطعم طيب الرائحة إلى غير ذلك من الصفات المرغوبة، أو معلوم الوقت لقوله - تعالى -: ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾.
٤٢ - ٤٤ - ﴿فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ * في جَنَّاتِ النَّعِيمِ * عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ أي: إن الرزق المعلوم مع تميزه بخصائصه - كله فواكه - والمراد بها: ما يؤكل لمجرد التلذذ دون الاقتيات وجميع ما يأكله أَهل الجنة كذلك حتى اللحم، لكونهم مستغنين عن القوت؛ لأن خِلْقَتهُم محكمة محفوظة من التحلل المحوج إلى البدل، والمراد بالفواكه: الثمار كلها رطبها ويابسها: قاله ابن عباس، ﴿وَهُمْ مُكْرَمُونَ﴾ عند الله ﷿ برفع الدرجات وسماع كلامه لا يلحقهم هوان، وذلك أعظم المثوبات وأليقها بأُولي الهمم، وهل في هذا إشارة إلى النعيم الروحاني بعد النعيم الجسماني الذي يأَتي به الأكل.
وقيل: مكرمون في نيل رزقهم حيث يصل إليهم بغير تعب وسؤال، بخلاف رزق الدنيا، ورزقهم هذا ﴿في جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾ وإضافة الجنات إلى النعيم على معنى لام الاختصاص المفيدة للحصر، أي: في جنات ليس فيها إلا النعيم، وهم على سرر يقابل بعضهم بعضا للاستئناس والمحادثة، والأسرة تدور بهم كيف شاءُوا تواصلا وتحاببا بالنظر إلى الوجوه.
استئناف لبيان ما يكون في مجالس أُنسهم من شرابهم بعد ذكر مطاعمهم، والكأس في اللغة: الإناء وفيه شرابه، فإن كان فارغًا يقال: إناءٌ أو قدح، وتطلق - أيضًا - على