﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ﴾: المضطر، هو ذو الحاجة المجهود.
﴿وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾: أي يرفع عنه الظلم والضر. ﴿خُلَفَاءَ الْأَرْضِ﴾: هم الذين يرثون سكناها والتصرف فيها. ﴿أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾: أي يرشدكم بالنجوم ونحوها من العلامات. ﴿بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ﴾: أي مبشرات قدام المطر بنزوله.
﴿تَعَالَى اللَّهُ﴾: أي تنزه عن شركائهم.
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾: أي حجتكم على أن له شريكًا.
يقرر الله المشركين بذلك على أنه هو المدعو منهم عند الشدائد المرجو عند النوازل، وأنه يجيب دعوة المضطر؛ لما عرفوه من أنه - سبحانه - يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف عنه السوء، ويوبخهم به على أنهم في حالة رخائهم وزوال الضرورة عنهم يعودون إلى شركهم.
وكما يجيب ﷾ دعاء المضطر إذا دعاه، فإنه وحده يدفع عنهم ما يعتريهم من مكاره وما يتنزل بهم من خطوب، ويجعلهم خلفاءَ الأرض لمن سبقهم يتوارثون سكناها