والمراد منه هنا الأَول كما في قوله تعالى: ﴿وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ﴾: أَي منعنا موسى بقدرتنا من أَن يرضع من المراضع سوى أُمه - انظر المادة في مفردات الراغب.
﴿عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا﴾: أَي قدرنا إِهلاكها، والمراد من القرية: أَهلها.
﴿لَا يَرْجِعُونَ﴾: لا يبعثون. ﴿فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ﴾: أَي فتح سدهم الذي كف أَذاهم عن البَشر. ﴿وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾: وهم من كل مرتفع من الأَرض يسرعون.
﴿الْوَعْدُ الْحَقُّ﴾: الموعود الثابت، والمراد به: ما يحدث بعد النفخة الثانية من البعث والحساب والجزاءِ.
﴿شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾: أَي مفتوحة لا تطرف.
﴿يَا وَيْلَنَا﴾: الويل العذاب، والغرض من ندائهم إِياه: التَّحسر.
﴿كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا﴾: أَي أَغفلناه وأَهملناه فلم نعمل له.
﴿حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾: هو الوقود الذي تشتعل به النار. ﴿زَفِيرٌ﴾: الزفير نَفَسُ؛ المغموم يخرجه من أَقصى جوفه.
بعد أَن بيَّن الله تعالى تفرق الناس في أَمر الدين؛ فمنهم من آمن ومنهم من كفر، جاءَت هذه الآية وما بعدها لبيان مصير كل منهم.
والمعنى: فمن يعمل من الصالحات التي بينها الله في رسالاته إِلى رسله، وهو مؤمن بما يعمله منها، وبأَن التكليف بها صادر عن الله تعالى، فلا حرمان له من أَجر عمله.
وعبَّر هنا عن الحرمان من الثواب بكفران السعى، لبيان كمال نزاهة الله تعالى عنه، بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه من القبائح وإبراز الإِثابة في معرض الأُمور الواجبة منه ﷾، مع أنها من فضله وكرمه.