﴿لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: له سبحانه ما غاب فيهما خلقا وملكا وتصرفا وعلما.
﴿أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ﴾: ما أعظم سمعه وبصره. ﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ﴾: ليس لهم من غيره تعالى من يتولى أمررهم. ﴿لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ﴾: لا قدرة لأحد على تبديل كلماته سبحانه.
هذه الآية مبينة لما أجمل من مدة لبثهم في قوله تعالى -: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ وأخر هذا البيان عنها ليتخلل بينهما إجمال قصتهم، حتى تنتهي إلى أنهم تنازعوا واختلفوا في مدة لبثهم، واختلفوا في عددهم، فيأتي هذا البيان بعد الشوق إليه، ليعظم عجيب الناس من قدرة الله، ويشتد إيمانهم بقدرته على البعث، والمعنى:
ولبث أصحاب الكهف مَضْروبًا على آذانهم فيه ثلاثمائة سنة وتسع سنين ازدادوا بها فوقها، ولم يقل ثلاثمائة وتسع سنين مع أَنه أَخصر (من ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعًا) لكي يشير بالثلاثمائة إلى مدة لبثهم بالسنين الشمسية التي عليها أَهل الكتاب، وبزيادة