للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿خَصِيمًا﴾: مجادلا، ومدافعا.

﴿يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ﴾: يخونونها بالظلم والشر، لأَن وَبَالَ ذلك يعود عليها.

﴿يُبَيِّتُونَ﴾: يدبّرون خفية.

[التفسير]

١٠٥ - ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا﴾:

كانت الآيات السابقة. متعلقةً بقتال الأَعداءِ ومجاهدة الكفار، وما يتعلق بذلك من أحكام. فأَتبعها الله تعالى هذه الآيات الدالة على التزام الحق - حتى مع الأعداء - لئلا يُتوهم أَن عداوة الكفار تبيح الخروج عن دائرة الحق.

وفي ذلك من الدلالة على سموّ مباديء الإِسلام وعدالته المطلقة ما فيه.

سبب النزول:

روى ابن مردويه بسنده إلى ابن عباس : أَن نفرا من الأنصار غَزَوْا مع رسول الله فأنزل الله:

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ … ﴾ (١) الآية.

فالله يذكر نبيه ، وينبهه إِلى مهمته الأصلية. وهي أن يحكم بين الناس بما أرشده الله إليه. وذلك بأن يسوي بينهم على اختلاف نزعاتهم وعقائدهم. كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى … ﴾ (٢).

المعنى: يقول الله لهذا النبي الكريم: إِنا أَنزلنا إِليك القرآن الكريم ناطقا بالحق، داعيا إليه وإِلى التمسك به، لتحكم بين الناس على اختلاف عقائدهم. بما عرفك الله وأَوحى به إليك. ولا تكن مجادلًا عن الخائنين، فينتصروا على البرءَاءِ.


(١) ابن كثير ١/ ٥٥١.
(٢) المائدة من الآية: ٨.