للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سبحانه يتعلق بكل شيء في ملكوته من الخلق والتكوين والحياة والموت والسماوات والأرض، والثواب والعقاب.

﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا (٨٦) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (٨٧)

[المفردات]

﴿لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾: أي لَنُزيِلنَّه، يقال ذهب به أزاله كأذهبه.

[التفسير]

٨٦ - ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا﴾:

أي ولو أردنا أن نذهب بالقرآن الذي أوحيناه إِليك وثبتناك عليه حينما حاولوا فتنتك لو أردنا ذلك لذهبنا، ثم لا تجد لك بالقرآن وكيلا يلتزم باسترداده منا، كما يلزم الوكيل باسترداد ما ذهب منه ووُكِّل فيه، ولكن الله تفضل بإبقائه في صدرك وصدور المؤمنين ومصاحفهم رحمة بعباده، وفي ذلك يقول الله:

٨٧ - ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾:

أي ولَكِن رحمة من ربك تركه غير مذهوب به، فيكون ذلك امتنانًا بإبقائه بعد الامتنان بإنزاله، وترغيبا في المحافظة على أداء حقوقه؛ لأنه أَجل النعم وأعظمها ﴿إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا﴾: إذ اصطفاك على سائر الخلق واختصك بالمقام المحمود.

وجعلك خاتم الأنبياء والمرسلين، وأَنزل عليك كتابًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتكفل ببقائه وحفظه، وينصرك على أَعدائك بما أمدك به من رعاية وتوفيق.