للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إذا شفيتُ من مرضى، فناقتى سائبة. فيحرِّم الانتفاع بها كالبَحيرة. وينسبون تحريم ذلك إلى الله تعالى، كذِبا وزورًا.

وأمَّا الْمُكاءُ فهو الصفيرُ، وأمَّا التصدية فهي التصفيق، وكانوا يفعلون ذلك عند الكعبة، ويزعمون أنهما من العبادة.

والطواف بلا ساتر كانوا يعتبرونه نُسُكًا حتى نهى عنه الرسولُ في حَجَّة الوداع بقوله: "وَلَا يَطُوفَنَّ بِالْبَيْتِ عُرْيَانُ".

﴿فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا﴾:

من معانى النسيان في اللغة: الترك والإهمال.

وهذا هو المعنى المناسب للآية.

والمعنى: فاليوم نتركهم في النَّار، ونهمل أمرهم. فلا نخرجهم منها، كما أَهملوا لقاءَ يومهم هذا، فلم يفكروا فيه. بل جحدوه. وكما استمرّوا على إنكار آيات الله، وعدم الاعتراف بدلالتها على ما يجب له من التوحيد -، وما يجب لرسوله من السمع، والطاعة، والإذعان ..

﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣)﴾.

[المفردات]

﴿فَصَّلْنَاهُ﴾: أنزلناه مفصلَ الأحكام مبيّنها.