للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٠٠)﴾.

[المفردات]

﴿فِيمَا تَرَكْتُ﴾: في دنياى التي تركتها أو في مالى أَو في إِيمانى. ﴿كَلَّا﴾: كلمة تستعمل للردع والزجر. ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ﴾ أَي: أمامهم، ومثله قوله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ﴾ أَي: أَمامهم، وقد يستعمل بمعنى الخلف، فهو كما قال صاحب المختار: من الأَضداد، ويبنى على الضم إذا لم تضفه، كقولك: جئتك من وراءُ، كقولك: من قبلُ ومن بعد (١)، ﴿بَرْزَخٌ﴾: حاجز.

[التفسير]

٩٩، ١٠٠ - ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾:

﴿حَتَّى﴾ هنا ابتدائية، وما بعدها غاية لما قبلها، ولهذا يقول النحاة عنها: إنها لابتداء الغاية، وقد مضى أن المشركين أَنكروا البعث وتوحيد الله حتى قالوا فيهما: أَساطير الأَولين، ثم احتج الله عليهم وذكرهم قدرته على كل شيء، وأنه: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ وأمر نبيه أن يستعيذ به من عذابهم الموعود على كفرهم، وطلب إِليه أَن يدفع سيئتهم بالحسنة، وجاءَت هذه الآية لتبين أَن من أَصَرَّ منهم على الكفر حتى يحضره الموت، طلب الرجوع إلى الحياة ليصلح ما أفسده.


(١) انظر المختار.